جديد تلخيص دروس الفلسفة للجدع المشترك
نشأة الفلسفة
منطق الفلسفة
منطق الفلسفة وبنية التفكير الفلسفي ومقوماته
إن عظمة الكون والإنسان, استغرقت العقل البشري منذ نشأته, كما أدهشته, وحملته على استخدام أنواع من الآليات والأدوات وأصناف من التفكير: كالتفكير الأسطوري, و الديني, و العلمي, و الفلسفي, من أجل التمكن, من المعرفة الفعلية والحقيقة المطلقة, وبالتالي السيطرة على الطبيعة.
إن لكل نوع من هذه التفا كير, خصائص ومنطق يميزه عن باقي أصناف التفكير الأخرى. وللفلسفة منطقها الذي هو نتيجة حركتها الخاصة عبر التاريخ, وثمرة حوار الفلاسفة.
فما هي خصائص ومميزات التفكير الفلسفي التي يعرف بها, و تحدد طبيعته وتميزه عن أنواع أخرى من التفكير؟
(1)الشمولية والعلم بالكليات :
إن التفكير الفلسفي ينزع إلى الكلية والشمول, هدفه التعميم, الذي لا يتقيد بالظواهر الجزئية المحدودة في الزمان والمكان, بل يحاول دراسة الظواهر على اختلاف أنواعها, ويعبر عنها في نسق عقلي شامل.
إن الفلسفة نظرة شاملة, تتخذ من الكون و الوجود مجالا للبحث ,والتأمل. ساعية من وراء ذلك إلى تحقيق فهم أفضل للعلاقة المادية والروحية, التي تربط الإنسان بهذا الكون ,وتعبر عنه,بواسطة فكر مجرد وشمولي كلي.
يقول أفلاطون:{…الفيلسوف هو الإنسان المتأمل الذي يتطلع إلى الوجود ككل ,ويستوعب الأزمنة بأسرها.}
إن هم الفلسفة ينصب على رؤية الوجود في كليته وشموليته ,ومن ثم الحكم عليه ككل متجانس ,أو كوحدة مركبة لا تقبل التجزيئ .
يقول الدكتور زكرياء إبراهيم: {إن فكرة ( الكل) قد لعبت دورا كبيرا في نشأة التفكير الفلسفي وتطوره, لأن الإنسان لم يتفلسف إلا حينما خطر بباله أن يوحد بين الموجودات في إطار عقلي أو نسق فكري يفسر به الحقيقة كلها في شتى مظاهر تعقدها. ولا زال الميل إلى التعميم , أو الحرص على التركيب ,أو الاهتمام بالوحدة ,أو النزوع نحو الكلي , من أهم الصفات التي يتميز بها صاحب العقلية الفلسفية.}(المرجع السابق ص71-72).
ومهما اختلفت وجهات نظر الفلاسفة, فإنهم يجمعون على كون النظرة التأملية , الكلية, الشاملة, والموحدة التي تستوعب كل ما يمكن أن يعرفه الفيلسوف عن طريق تجربته الذاتية في الحياة, هي المكون الأساسي للفكر الفلسفي ,وهي التي أدت إلى نشأته.
يقول بارودي :{إن المهم في الفلسفة هو الجهد المبذول في سبيل الوصول إلى تأليف شامل أو مركب … فالفلسفة معرفة تأملية وتوحيدية معا .}
أما الفيلسوف الإنجليزي هبرت سبنسر فيقول :{…إن أدنى درجة من درجات المعرفة إنما هي المعرفة غير الموحدة .وإذا كان العلم معرفة موحدة جزئيا , فإن الفلسفة هي المعرف الموحدة كليا .} (مرجع سابق ص 72) .
إن الفلسفة تسعى دائما إلى تأمل المبادئ الكبرى, والعلل الأولى, للوصول إلى الحقيقة وتبديد الغموض المعرفي, بشكل لا يخلو من المنطق وبعد النظر العقلي.هاجسها الأول ,هو بناء وحدة المعرفة, وتماسك التفكير ,وجمع شتات التجارب المتنوعة, وإعادة تركيبها في قوالب, وصور عقلية. إن عمل الفيلسوف , كعمل المهندس المعماري وإن كانت مادته بنائه هي الأفكار, وليست الأحجار .
(2) النسقية :
الفلسفة تفكير نسقي يشتق مصطلح النسق من فعل نسق, ومعناه نظم, وله علاقة بالترتيب والتشكيل والبناء و يفيد معنى الترابط , والتفاعل, والتداخل بين مجموعة من العناصر ,مكونة وحدة عضوية داخلية لشيء ما. بحيث لا يمكن فهم أي عنصر من العناصر, إلا في إطار الكل الذي يحتويه . وأي فهم خارج إطار الكل يبقى مجرد رأي ذاتي لا يرقى إلى مستوى البناء العقلي ذو الطابع ألنسقي.
إن النسق ,هو الإطار الفكري الكامل والشامل, الذي يمكن الفيلسوف من تفسير الظواهر المختلفة, ومعالجة الأسئلة المتباينة ,وذلك عن طريق ربط أفكاره بعضها ببعض, في وحدة عضوية متناسقة, تدور كلها حول محور واحد ,أو محاور محددة تعكس اتجاه أو مذهبه الفلسفي , وتفسر رأيه في الموضوع بشكل واضح.و المذاهب الفلسفية الكبرى بصفة عامة , تحتوي بالضرورة على أنساق فلسفية فرعية داخلية. لأن لكل فيلسوف موقفا واتجاها يتميز به داخل النسق العام للمذهب.
إن مجموعة من النظريات الفلسفية ,المتماسكة والمترابطة فيما بينها والمعبرة عن مواقف معينة, من إشكاليات معينة, والتي تتألف من عدد من الحجج المترابطة ولتي تتألف بدورها بعدد من القضايا في شكل مقدمات ونتيجة , لتأكيد أو تدعيم موقف ما , تؤلف نسقا فلسفيا .الواقع أنه لا يمكن لنا أن نطلق على فلسفة ما, صفة النسقية ما لم تتطرق بشكل أو بآخر, لمحاور الفكر الأساسية وهي: الوجود, والمعرفة , والقيم.
الفلسفة والقيم
كثيرا ما يعتقد الناظر إلى الفلسفة على أنها تفكير مجرد من قضايا مجردة, إلا أن الفلسفة ليست كذلك, فهي تلامس موضوعات أخلاقية و سياسية و اجتماعية, ودينية, و لكن بطريقة تقوم على التأمل العقلي, في هذا الإطار نجد الفلسفة قد اهتمت و منذ سقراط إلى يومنا هذا بالقيم الإنسانية الكبرى مثل الخير, الفضيلة, الحرية, العدالة, السلام, الحق
فما هو موقف الفلسفة و الفلاسفة من هذه القيم ؟ هل الفلسفة تدعو إلى قيم الشر و العنف, و الظلم و الحرب, أم أنها تدعو إلى قيم الخير و العقل, و العدالة و السلام
تحليل نص كانط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سؤال النص
إن هذا النص يجيب على سؤال محدد هو: هل ينبغي العمل على إذكاء نار الحروب, أم أنه ينبغي تجنبها و منعها و الدعوة إلى إقامة السلام؟
إن هذا النص يتطرق إذن إلى المساءلة عن قيمتين إنسانيتين متعارضتين هما الحرب و السلم
رأي صاحب النص
يرى كانط على أنه ينبغي العمل على تجنب الحروب بكل أنواعها و منع أسبابها و أسباب تكرارها ( انعدام الثقة.. ). إن كانط ندد أيضا بما سماه حروب الإبادة, و في الأخير دعا كانط إلى العمل من أجل السلام الدائم
تعليق حول النص
نستنتج من هذا النص أن كانط بدفاعه عن السلم و السلام و بنبذه للحرب, فهو يجسد لنا موقف الفيلسوف من القيم الإنسانية. إن الفلسفة تظهر كمدافع و كمناصر للسلام و العدل و الحق, إنها في نفس الوقت تدين كل استعمال للقوة و العنف
التمييز بين الطبيعة والثقافة
التمييز بين الطبيعة والثقافة
* مفهوما الطبيعة والثقافة.
-I مفهوم الطبيعة:
- جاء في قاموس روبير Robert ما يلي :
” الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا، أو شيئا، ملموسا أو مجردا. هي كل ما يوجد على الأرض، خارج الإنسان. و هي أيضا ما هو فطري في الإنسان يمتلكه منذ ولادته. و ما هو خالص، غير صناعي أو مصنع “.
- و جاء في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي :
” الطبيعة هي مجموع ما في الأرض و السماء، من كائنات خاضعة لنظم مختلفة، و هي بهذا المعنى مرادفة للكون”.
- و جاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند ما يلي:
” الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما، من حيث هي خصائص فطرية”.
- و جاء فيه أيضا : ” الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم الإرث البيولوجي”.
استنتاجات:
- يمكن أن نستخرج من الأقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة:
أ- الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث لا يمكن تصوره بدونها، كالاحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب.
ب- الطبيعة هي مجموعة الأشياء الخارجية التي لم يتدخل الإنسان في صنعها كالأشجار و الجبال مثلا.
ج- الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية و الغريزية التي تولد مع الإنسان و المشتركة بين جميع الناس، كالأكل و النوم. و بهذا المعنى فالطبيعة هي عكس ما هو مكتسب و ثقافي.
د- و تعني الطبيعة أيضا ما هو خالص و غير مصنع، كالعسل الذي لم يضف إليه الإنسان موادا جديدة.
ه- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل صليبا، بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها الأشياء الموجودة في الكون.
و- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لأندري لالاند، بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري و موروث و بيولوجي، بخلاف ما هو مكتسب و ثقافي.
-II مفهوم الثقافة:
- جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي :
” الثقافة هي مجموعة من المعارف، و أنماط العيش، و التقاليد الاجتماعية”.
- و جاء في قاموس Robert ما يلي :
” الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية. و تدل أيضا على معارف مكتسبة، علمية أو فلسفية أو عامة. و هي كذلك مجموع المظاهر الفكرية لحضارة معينة، و للحياة في مجتمع. و تقابل الطبيعة”.
- و يقول تايلور:
“الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة، و المعتقدات، و الفنون، و الأخلاق، و القانون، و العرف، و غير ذلك من المقدرات و العادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في مجتمع”.
استنتاجات:
التعريف الأول
التعريف الثاني
التعريف الثالث
- المعارف : الدين – الفلسفة – العلم
- أنماط العيش: العادات و التقاليد
- التقاليد الاجتماعية – الأفراح – الأعياد
- التمرينات العقلية
- المعارف المكتسبة : علمية – فلسفية – الحضارة
- المعرفة
- المعتقدات
- الفنون : المسرح السينما…
- الأخلاق
- القانون
- الأعراف
- العادات
- كل ما هو مكتسب
تشير الثقافة إلى ما هومكتسب من معارف، و معتقدات اجتماعية، و أنماط عيش مختلفة. و تختلف الثقافة من مجتمع لآخر. و لذلك فهي ترادف أحيانا مفهوم الحضارة.
فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي و ما هو مكتسب؟
تحليل نص ر.ل.بيلز، ص 73-74:
I- فهم النص:
1- نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين الإنسان و الحيوان؛ فقد جاء في النص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط السلوك، في حين أن الإنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من إنسان لآخر أو من مجتمع لآخر.
2- يؤكد تحديد و تنوع السلوك الإنساني على حرية الإنسان و قدرته على التصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثلا تختلف بشكل لانهائي من مجتمع لآخر.
3- إن السلوك الإنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل :
- عوامل بيولوجية وراثية.
- عوامل طبيعية ترجع إلى المناخ و التضاريس.
- عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط الاجتماعي؛ من عادات و تقاليد و مؤسسات، و
أنماط في العيش و التنشئة الاجتماعية.
4- ما يمكن فهمه من الجملة، هو أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه الإنسان و يتعلمه من أفكار و سلوكات مختلفة. و بهذا المعنى فهي تأتي في مقابل ما هو فطري بيولوجي ووراثي يوجد مع الإنسان منذ الولادة.
خلاصة لفهم النص :
- نميز في الإنسان بين جانبين رئيسين أحدهما فطري طبيعي، و هو الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوان، و الآخر مكتسب و ثقافي، و هو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. و يرجع هذا التمييز إلى انفراد الإنسان بميزة العقل، الذي مكنه من تطوير أنماط عيشه و سلوكا ته، و ابتكار عدة تقنيات، و إنتاج معارف و علوم وفنون. و هذا التنوع هو مظهر من مظاهر الثقافة لدى الإنسان.
II- الإطار المفاهيمي:
1-
خصائص سلوك الإنسان
خصائص سلوك الحيوان
- تنوع السلوكات
- إبداع سلوكات
- التوالد+التنفس
- الهروب
-الضرورة البيولوجية
- سلوكات نمطية ثابتة
- البحث عن الغداء
-التوالد + التنفس
-الهروب
-الضرورة البيولوجية
نستنتج من الجدول أن هناك خصائص مشتركة بين الإنسان و الحيوان، و هي الخصائص الطبيعية، بينما هناك خصائص ينفرد بها الإنسان، و هي الخصائص الثقافية. هكذا يمكن القول أن كل ما هو مشترك بين الإنسان و الحيوان فهو طبيعي، و كل مل يتميز به الإنسان عن الحيوان فهو ثقافي.
2- عند ولادة الإنسان و الحيوان نجد تفاوتا في قدرات و قوى جسمية، إلا أنه مع ذلك فالإنسان يتفوق على الحيوان من الناحية العقلية و الثقافية. و هو الأمر الذي يجعله يطور حياته و نمط عيشه، بينما يظل نمط عيش الحيوان ثابتا.
3- يعرف النص الثقافة بأنها مجموعة معتقدات و سلوكات منقولة من جيل لآخر. و يتم ذلك عن طريق ما يتعلمه الإنسان من المحيط الاجتماعي، و ما يلقن له من قبل الآخرين. كما أن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عن طريق تقليد الطفل للكبار.
· الأنثروبولوجيا = هي العلم الذي يهتم بدراسة ثقافة المجتمعات البدائية
خلاصة الإطار المفاهيمي :
- يشير مفهوم الثقافة إلى مستويين رئيسين : مستوى الابتكارات و الإنتاجات المادية للإنسان، مثل : اللباس- أواني الطبخ-العمران-وسائل النقل-الأجهزة الإلكترونية…
ومستوى الإبداعات الروحية و العقلية، مثل : العلم – الفن-الأسطورة…
أما الطبيعة فتتجلى في ما هو وراثي بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان.
III- الإطار الحجاجي:
- اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل توضيح أفكاره و الدفاع عنها هما:
- أسلوب المقارنة؛ و يتجلى في المقارنة بين الإنسان من جهة، و الحيوان من جهة أخرى.
و الغرض من ذلك هو تبيان تنوع السلوك الإنساني و ثبات السلوك الحيواني.
- أسلوب المثال؛ و يتجلى في ذكر النص لجماعات بشرية، و هي الإسكيمو، الباجندا و شعوب غرب إفريقيا. و الغرض من ذلك هو إبراز التنوع الثقافي و اختلاف السلوك من شعب لآخر.
الإنسان كائن ثقافي
مدخل :
يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل، و هو ما جعله كائنا ثقافيا بامتياز. و تتجلى ثقافته في العديد من المظاهر و التجليات، و من أبرزها اللغة و المؤسسات و انماط العيش و التبادل. فبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا لغويا ؟ و ما الذي يميز اللغة الإنسانية عن اللغة الحيوانية ؟ ما هي المؤسسة؟ و كيف ظهرت؟ و بأي معنى يمكن اعتبار المؤسسة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
I- الإنسان كائن لغوي :
- نص ستراوس c.l.strauss ص 84.
* الإطار المفاهيمي :
1- الثقافة هي مجموع الأنشطة الفكرية التي ينتجها الإنسان في مجتمع معين ( فن – تقنية – لغة – مؤسسات – عادات .. )
- الإنسان الصانع : هو الكائن الذي يصنع الأدوات عن طريق تحويله للمواد الطبيعية إلى منتوجات صناعية و ثقافية قابلة للاستعمال.
2- تعتبر اللغة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؛ فهي منظومة رمزية تحمل الأفكار و المعارف التي ينتجها الإنسان و تنقلها من جيل لآخر.
3- تعتبر اللغة الأداة الأساسية التي نتمثل من خلالها ثقافة الجماعة، و من أهم الوسائل لمعرفة هذه الثقافة هي : التواصل عن طريق الكلمات .
* فهم النص :
تتميز اللغة الإنسانية حسب أندري مارتيني بخاصية رئيسية هي التمفصل المزدوج. و هو ما يعني أن اللغة الإنسانية تتكون من فونيمات phonèmes ؛ و هي أبسط و حدات غير دالة في اللغة، و تسمى بالوحدات الصوتية.
المونيمات monèmes : وهي أبسط و حدات دالة في اللغة، و هي بمثابة الكلمات في اللغة العربية.
1- يرفض صاحب النص فكرة تعريف الإنسان بأنه صانع كعلامة مميزة للثقافة، لأننا نجد الحيوانات أيضا تقوم بمحاولات لصنع الأدوات. كما أن افتراض وجود كائنات في كوكب ما تصنع أدوات لا يسمح لنا بالقول بأنها كائنات ثقافية.
2- ما يشير إلى اللغة كظاهرة ثقافية في النص هو أنها جزء من الثقافة، لأننا نتعلم ثقافة المجتمع و عاداته من خلال تعلم اللغة. كما تعتبر اللغة الوسيلة الأساسية للتواصل و تبادل الأفكار و نقلها من جيل إلى آخر.
3- يمكن النظر إلى المظاهر الثقافية كسنن؛ ذلك أن الثقافة ظاهرة رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن فهمها من خلالها.
← رفض صاحب النص معيار صنع الأدوات باعتباره علامة مميزة للثقافة، لأن الحيوانات هي الأخرى تصنع الأدوات.و قد اعتبر ستراوس بأن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز، و هي العلامة المميزة للثقافة عن الطبيعة.
و ما يجعل الإنسان منتميا إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل اللغوي مع أفراد جماعته البشرية.
1- لقد فنذ كلود ليفي ستراوس فكرة أساسية قال بها كثير من علماء الأنثربولوجيا، و مفادها أن صنع الأدوات هو ما يميز الثقافة عند الإنسان، و هي الخط الفاصل بين الطبيعة و الثقافة، لذلك تم تعريف الإنسان بأنه حيوان صانع. و يتجلى أسلوب الدحض من خلال المؤشرات اللغوية التالية:
- إنني لست متفقا مع هذا الرأي…
- لا في صنع الأدوات…
- إننا لن نكون على يقين من...
- فنحن لا نعتقد…
كما استخدم صاحب النص أساليب حجاجية أخرى:
أسلوب العرض : و تدل عليه المؤشرات اللغوية التالية:
- … و إنما في اللغة المنطوقة….
- يبدو لي أن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز
- إن اللغة هي الأداة الأساسية …
أسلوب المثال: مثال كائنات في كوكب مجهول تصنع أدوات.
- مثال: كائنات تمتلك لغة قابلة للترجمة إلى لغتنا
- الطفل الذي يتعلم الثقافة من خلال اللغة.
أسلوب الجرد و الإحصاء:
- و تدل عليه المؤشرات التالية:
- أولا لأن اللغة…
- و ثانيا لأن…
- و أخيرا…
II - المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة :
- نص مالينو فسكي « malinovski »
* فهم النص :
1- يعتبر الإنسان كائنا ثقافيا. و المؤسسات هي مظهر من مظاهر الثقافة لديه، و التي من خلالها يحقق حاجياته بشكل منظم و هادف.
2- تقوم كل مؤسسة يبتكرها الإنسان على تلبية حاجات إنسانية إما بيولوجية أو ثقافية. و يتم عملها من خلال ميثاق أو مذهب ترتكز عليه المؤسسة، و تصوغ من خلاله قوانينا تنظم العمل داخلها.
3- يربط النص بين المؤسسة و الحاجات؛ لأن المؤسسة تلبي بشكل غير مباشر رغبات الأفراد و تتحكم فيها، و ذلك من خلال إخضاعها إلى ميثاق و قوانين منظمة تسمح بتلبية الحاجات البيولوجية بشكل ثقافي
و مؤسساتي .
4- كل مؤسسة تخضع لميثاق و قوانين. و لكنها أيضا تتوفر على جهاز مادي تشتغل من خلاله و تمارس وظائفها. و المقصود بالجهاز المادي للمؤسسة هو البنية التحتية و الأجهزة المادية، و الوسائل و الرأسمال المادي و غير ذلك. فبالنسبة للأسرة يتمثل الجهاز المادي مثلا في البيت و الحقل و الأرض، و بالنسبة لمؤسسة الدولة نذكر الوحدة الترابية و القوة العسكرية و الرأسمال المالي.
الإطار المفاهيمي :
1- المؤسسة : هي نظام اجتماعي يخضع لميثاق و قوانين منظمة، الهدف منها هو تلبية حاجيات إنسانية انطلاقا من وسائل و أجهزة مادية.
- الحاجة : هي الضرورة البيولوجية التي تتوقف عليها حياة الإنسان و الحيوان.
- الميثاق: هو مجموعة من القوانين و القواعد التي تتحكم في سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات.
-الأسرة: هي مؤسسة اجتماعية تتم من خلال ميثاق يجمع بين أب و أم، و تهدف إلى تربية الأطفال و تعليمهم مجموعة من المبادئ و العادات و التقاليد التربوية.
2- العلاقة التي تجمع بين الميثاق و الحاجة، هو أن الميثاق يضع المعايير و القوانين و المبادئ التي تنظم سلوك الأفراد و تؤطر حاجياتهم.
3- لكل مؤسسة نظام تراتبي. هكذا فلفظ <الشخصي> يدل على الطريقة التي يتموضع من خلالها كل فرد من أفراد الجماعة، كما يدل على الطريقة التي تتوزع بها السلطة و الأدوار و المهام بين الأفراد.
4- كل مؤسسة تخضع لميثاق ينظم العمل داخلها، كما يحدد قوانين الشغل و العلاقات بين العمال و رب العمل. لكن هذا الميثاق لا يتكفل بحل المشكلات النفسية الناتجة عن العمل لأنها تخرج عن اختصاصه، كما أنها مشكلات يصعب ضبطها و التحكم فيها، فضلا عن أنها تختلف من فرد لآخر.
* الإطار الحجاجي :
اعتمد صاحب النص على مجموعة من الآليات و الأساليب الحجاجية للدفاع عن أطروحته و توضيح معنى المؤسسة و عملها، و تمثلت هذه الأساليب أساسا في التفسير و الشرح و إعطاء الأمثلة كالأسرة والمصنع.
خلاصة :
إن الإنسان كائن ثقافي منتج للثقافة و نتاج لها في نفس الوقت. و تتجلى ثقافته في عدة مظاهر من أهمها اللغة و المؤسسات. هكذا يعتبر الإنسان كائنا لغويا يبتكر منظومة لغوية رمزية تتميز بالتمفصل، و بارتباطها بالوعي و العقل لدى الإنسان، و هو ما يجعلها لغة إبداعية و متطورة عكس اللغة الحيوانية التي تظل مجرد وظائف بيولوجية و غريزية. كما تتجلى ثقافة الإنسان في ابتكاره للمؤسسات التي ينظم من خلالها حاجاته عبر ميثاق و قوانين.
الطبيعة والنشاط الإنساني
لقد شكلت الطبيعة و لازلت بالنسبة للإنسان ذلك المجال الحيوي الذي استطاع من خلال ضمان بقاء وجوده, كما أنها هي ذلك المجال الذي برهن الإنسان من خلاله على ما لديه من أفكار و قدرات و مواهب .
و إذا كان الإنسان هو ذلك الكائن الفاعل فإن الطبيعة تشكل مجالا لفعله, و عن طريق هذا الفعل يغير الإنسان الطبيعة و يحوّل أشياءها إلى منتوجات, و هو في نفس الوقت يغيّر من ذاته و من وعيه أيضا, لقد شكلّت الطبيعة بالنسبة للإنسان دائما لغزل محيّرا, فكلّما اعتقد أنه تمكّن من فهمها و التوصل إلى قوانينها إلا و باغتته بأسرار جديدة و بظواهر غريبة و كشفت له عن مدى قوّتها, الشيء الذي دفع الإنسان إلى أن يكون دائما في حالة استنفار و هو يواجه الطبيعة إلا أن هذه الأخيرة تمثل بالنسبة للإنسان تلك المعشوقة التي أحبّها و أغرم بجمالها و مفاتنها
من هنا هذه العلاقة المركبة بين الطبيعة و الإنسان.
فأيّة علاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة صراع و مواجهة و عداء أم هي علاقة محبّة و تجانس و انسجام.
تحليل نص ديكارت
سؤال النص :
يطرح هذا النص سؤالا ضمنيا هو : كيف يمكن للإنسان تحقيق السيطرة على الطبيعة ؟
رأي ديكارت
يعتبر ديكارت أن بإمكان الإنسان السيطرة على الطبيعة و التحكم فيها إذا هو اهتدى إلى معرفة قوانينها, و ذلك اعتمادا على معرفته بمبادئ العلم و بما أسماه ” الفلسفة العملية” الذي اعتبرها بديلا للفلسفة النظرية.
استنتاج
نستنتج من رأي ديكارت أن علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة سيطرة و تحكم و مواجهة, و هذه العلاقة المحكومة بهذه الرؤية هي التي برزت مع بزوغ العلم الحديث في أوروبا, حيث تبيّن للعلماء أن معرفة الطبيعة و الإمساك بقوانينها لا يتأثر إلا بقوانين العلم.
لكن إذا كان العلم قد سمح للإنسان بمعرفة كثير من القوانين المتعلّقة بالظواهر الطبيعية, فهل هذه الصورة الإيجابية هي الصورة الوحيدة التي أسفر عنها ظهور العلم ؟
التنوع الثقافي
إن التعدد الملاحظ على مستوى الثقافات الإنسانية، يعني أن الحضارة الإنسانية منقسمة ومتنوعة ومختلفة، وهذا لا يلغي وجود بعد ثقافي كوني يقوم على أساس التواصل والتعايش وإزالة الهوة بين الأفراد والجماعات والشعو ب.
إذن هل يمكن الحديث عن ثقافة كونية أم تعدد الث قافات واختلافها؟ كيف نفسر تعايش الثقافات رغم صراعها؟
يشير مفهوم التنوع الثقافي إلى اتسام الثقافة البشرية بسمة التنوع والاختلاف، فالحضارة الإنسانية منقسمة في فعاليات متنوعة تتمثل في تعدد المعتقدات وقواعد السلوك واللغة والدين والقانون والفنون والتقنية والعا دات والتقاليد والأعراف والنظم الاقتصادية والسياسية. فكل مجتمع إذن يسعى جاهدا نحو الحفاظ على هويته وما يميزه ويعطيه خصوصيته واستقلاله عن باقي الثقافات الأخرى، ومن الواضح أن هذا المصطلح نشأ في سياق ثقافي معين اتسم بتنامي تعرض الكثير من الثقافات البشرية للترا جع والاضمحلال والإقصاء و أحيانا الزوال، في الوقت الذي بدأت فيه ثقافات معينة تنتشر سرعة على حساب الثقافات المتراجعة و بدا أن بعضها بدأت تفرض هيمنتها على سائر ثقافات العالم على نحو يهدف إلى سيادة الثقافة والواحدة ومنحها طابع الكونية.
إن التشبت بالهوية والخصوصية والمحلية، لا يعني الانغلاق والتقوقع، فمعظم التمعات تعمل على الانفتاح على الثقافات لأخرى في إطار التعايش والتثاقف والإيمان بالحوار والحق في الاختلاف، إذا تدمج داخلها مجموع المعارف والتقنيات والأفكار والتقاليد وهذا لا يتحقق إلا عن طريق تواصل ه ذه التمعات وتعايشها مع بعضها البعض على أساس لا ينكر حق الشعوب والأقليات والأشخاص في التمتع بثقافتهم أو استعمال لغتهم أو التدين بدينهم والحفاظ على تراثه م… من هنا تنتفض ثقافة التمعات للدفاع عن نفسها وعن حقها في الوجود، لأن الهوية الثقافية تحفز كل شعب، وكل مجموعة بشرية، على استمداد التغذية الروحية من التراكمات المعرفية التي تؤسسها .
من هنا كان شرط التعايش والاحترام أساس البيان الذي أصدرته اليونسكو سنة 1982 ، والرامي إلى أهمية الدفاع عن الهوية الثقافية لكل شعب، واحترام الأقليات الثقافية وكل ثقافات العا لم. وإذا ما ربطنا موضوعنا بالمغرب كمثال، فإننا نجده يتشكل من تنوع ثقافي واضح، هذا التنوع يذوب داخل روح اجتماعية واحدة أساسها التعايش والترابط المشترك والائتلاف، وينفي الإقصاء والتهميش، مما اكسب المغرب غنى ثقافيا متنوعا سواء أكان لغويا أو
قبليا أو دينيا.
إن السعي نحو القوة والسيطرة والهيمنة لن يفضي إلا إلى الصراع مع الشعوب الراغبة في الحفاظ على وجودها وصيانة هويتها وبالتالي تكريس الحروب والصراعات فيما بينها، وهذا لن يتجاوز إلا عبر الإقرار بحق الشعوب والأقليات في التمتع بكل فعاليات ثقافتهم سواء أكان دينيا أو لغويا أو عرقيا أو غيره… وكذا الانتقال من التعصب إلى التسامح، ونبذ ما يستبدل الحوار بين الشعوب بالتراع، والتعاون بالشقاق، والاعتماد المتبادل بالانغلاق على النف س. وإشاعة السلام القائم على العدل في الكوكب الأرضي الذي تحويل إلى قرية كونية بفضل ثورة الاتصالات المذهلة. والاحترام الكامل للهويات الحضارية، وعدم التمييز بين الثقافات، والقضاء إلى الأبد على مفاهيم التميز العرقي وعولمة الثقافة الواحدة وكونيتها.
حاصل القول، إن التنوع الثقافي يقوم على المساواة الكاملة بين الشعوب، واحترام الاختلاف بينها، والنظر إلى هذا الاختلاف بوصفه مصدر غنى لا يحول دون التفاعل وتبادل الخبرات، ومن ثم الحفاظ على العلاقة الحوارية بين المحلي والعالمي، الخاص والعام، وذلك في المدى الذي تغتني به العلاقة بين كل الأطراف، م ن دون تمييز أو تراتب، بل من منظور نفهم غايته من خلال مبدأ صا غه الهندي “المهاتما غاندي” عندما قال: “إنني على استعداد لأن أفتح نوافذ بيتي لتدخله الرياح من كل اتجاه وكل جانب، ولكن من دون أن تقوض هذه الرياح الجذور التي يقوم عليها بيتي والأسس التي ينهض عليه “